
نشيد الاستقلال
لا تحسبنَّ ما تحتَ رجليكَ تراباً وأيقنْ
واحتسبْ لآلافِ الراقدينَ من دونِ كفنْ
أنتَ ابنُ الشهيدِ لا تؤذِ الأجدادَ واركنْ
لا تفرطْ بجنتكَ ولو أعطوكَ الكونَ بلا ثمنْ
من منا لهذا الوطنِ الجنةِ لا يقدمُ نفسا ؟
تفيضُ الأرضُ بالشهداءِ لو لمستَها لمسا !
بروحي وحبي وملكي للهِ طبتُ نفسا،
إلا الوطنَ لا أستطيعُ دونَه العيشَ أنسا
تتضرعُ نفسي لكَ يا إلهي بالدعاءْ
لصون المعابدِ من الأيدي الملطخةِ للأعداءْ
ليبقى الأذانُ بالشهادةِ صادحاً في العلاءْ
فهو عمادُ ديني يتخلدُ في وطني بالجلاءْ
ويسجدُ لكَ شاهدُ قبري وإن يكُ حينئذٍ بالوجدْ
بدموعٍ داميةٍ يا إلهي من كلِّ جرحٍ للفؤادْ
فيقفزُ نعشي من الأرضِ كالروحِ المجردْ
وتسمو هامتي لذرا العرشِ بامتدادْ
رَفرفْ كالشفقِ الأحمرِ يا أمجدَ هلالْ
لتكنْ دماؤُنا كلُّها لكَ حلالْ
لن يصيبَك ولا عرقيَ الاضمحلالْ
والحريةُ من حقِّ رايتي الحرة لا جدالْ
ومن حقِّ أمتي التي تعبدُ الحقَّ الاستقلالْ
لا تحزنْ، لن تخمدَ الرايةُ الحمراءُ في شفقِ السماءْ
قبلَ أن تخمدَ في آخرِ دارٍ على أرضِ وطني شعلةُ الضياءْ
إنها كوكبٌ سيظلُّ ساطعاً فهي لأمتيَ الغراءْ
إنها لي ولشعبي دونَ انقضاءْ
هلالَنا المدلل، أرجوكَ لا تقطبْ حاجبَ الجمالْ
ابتسمْ لعرقي البطلِ ! ما هذهِ الهيبةُ وذاكَ الجلالْ؟
وإلا لن تصبحَ دماؤُنا الزكيةُ لكَ حلالْ
من حقِّ أمتي التي تعبدُ الحقَّ الاستقلالْ
كنتُ حراً منذُ الأزلِ وأحيا حراً
أيُّ أرعنٍ يقيدُني بالسلاسلِ ، ما أعجبه أمراً !
إنني كالسيلِ الهائجِ أكسرُ السدودَ وأندفع فوراً
أحطمُ الجبالَ ، أملأُ الأرجاءَ ، أنتفض فيضاً
لو أحاطَ الجدارُ المدرعُ آفاقَ الغربِ
فإن حدودَ بلادي في صدري كالإيمانِ الصلبِ
لا تخفْ فأنت الأعزُّ وليست لخنقِ الإيمانِ بالغالبِ
تلك الحضارةُ التي ما هي إلا وحشٌ وحيدُ النابِ
يا صاحبي، إياكَ أن تجعلَ الوطنَ عرضةً للأدنياءْ
كن سداً منيعاً أمامَ الغزوِ السافرِ كالأقوياءْ
فستشرقُ تلكَ الأيامُ التي وعدَها اللهُ للعظماءْ
ومن يدرِ لعلَّ غداً أو قبلَه ينتشرُ الضياءْ